وصايا لأهل القرآن
الوصية الثالثة
دورة تحفيزية قدمت على أكاديمية الحسيني لشحن الهمم وتقوية عزيمة الطالب وعلاقته بالقرآن الكريم، ويلقي الدورة مجموعة من عمالقة ومشاهير القرّاء في العالم الإسلامي، وفيها يجد الطالب خلاصة تجاربهم، وعقيق نصائحهم.
نصيحة الشيخ إبراهيم الأخضر علي القيم
شيخ القراء بالمسجد النبوي الشريف بعنوان إلزموا رياض القرآن.
بسم الله الرحمن الرحيم
أحمد الله تبارك وتعالى وأصلي وأسلم على خير خلقه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، وأستفتح بالذي هو خير وأسأل الله التوفيق
يشرفني أن أقدم هذه الكلمات ابتغاء مرضات الله تبارك وتعالى لأحبائه أهل القرآن العاملين في مجاله, فالقرآن الكريم هو النعمة العظيمة والبركة الغامرة في حياة أمة محمد صلى الله عليه و سلم, وفي حياة جميع الناس, بركته سامية وأنواره ساطعة, والإقبال على حفظه هو منقبة للحافظين, كما تعلمون هو الكتاب الوحيد في كتب الشرائع كلها الموجودة في الدنيا الذي يحفظ, وباقي الكتب من الشرائع من ما وضعه الناس أو حرفه الناس فلا يوجد من يحفظ هذه الكتب,فهي منقبة للمسلمين المؤمنين من ذوي الفهم والأدب.
والانضمام إلى هذه الحلقات التي تنمي العقل وتفتح آفاقا واسعة للتدبر والفهم في معاني القرآن الكريم ، هي الحلقات الشريفة وإنما ينظم اليها الشرفاء.والانصراف عنها يعطينا سؤالا:ترى من انصرف عن هذه الحلقات وعن هذا العمل المجيد ،هل وجد غيره من الأعمال أفضل وأزكى ؟هل وصل إلى قناعة أن من صرف عنه وجد ازكى منه ؟ أم ان المسألة فقط نوع من العبث واللامبالاة،ونظر الإنسان القاصر الى الأمور القوية في الحياة إنما يورثه البلاء ويضيع عليه الفرص الكبيرة.واليوم الذي ينطوي تطوى فيه عمليات كثيرة وأعمال عظيمة. ولا يدري الإنسان ماذا سيحتاج في مستقبل حياته ولا يدري كم ضيع من الأيام وكم ضاعت من الساعات ، فيما لا طائلة ورائه ولا فائدة ، وحينما يندم الإنسان على أنه لم يكن فعل شيئا في الصغر ، أو فاتت أيام ما استغلها فيما يجلب النفع والفائدة .كل هذه الحسرات لا تعيد الأيام الى الوراء ،لان الأيام قد مضت ، وعليه أن يتحمل تبعة انصرافه واختياراته في الحياة، فإن اختار اللعب واللهو فقد حصل له مراده وإن اختار ما هو أزكى من ذلك طلب العلم الشريف وحفظ القرآن الكريم فقد سمى بنفسه وأغنى نفسه في كبره غناء لا يستطيع كل واحد بمال ولا قوة أن يبلغه أو أن يحصل عليه . فحفظ القرآن شرف رباني للعبد ، وحينما يقبل العبد على ربه طلبا لهذا الشرف فإنه يناله ،لأن وعد الله حق ، ولقد قال :(ولقد يسرنا القرآن للذكر) فعلى جميع الأحبة الطلاب في الحلقات وعلى الوالد والوالدة في المنزل أن ينظروا الى هذا الأمر نظرة موضوعية واقعية لا يكن منهم نظر قاصر وهمة فاترة ، فإن هذا العلم لمن هو صغير في السن إغناء له عند كبره. وستبقى الرحمات تتوالى على من علمه وحثه وهيأ له أسباب العلم الشريف وحفظ القرآن الكريم . واعلموا أن أشراف الأمة أشراف أمة محمد، هم حملة القرآن الكريم ، الذين عرفوا قيمة القرآن وعرفوا أن الاختيار الأمثل في حياتهم .هو أن يكونوا من هؤلاء الأخيار وينالوا بهذه الخيرية شرفين ،شرف في الدنيا وشرف في الآخرة .
فنسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا وٱياكم منهم وأن لا يحرمنا هذا الفضل والجود والاحسان, وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تفريغ فاطمة عدلي
تعليقات
إرسال تعليق