نزول القرآن
القرآن الكريم هو كلام رب العالمين, و دستور المسلمين, نزل به الروح الأمين, على قلب رسولنا الكريم, سيد الخلق أجمعين, إعجازا و تبيين, فيه آيات من الذكر الحكيم, و قصص أقوام سابقين, وأحكام الشرع والدين, نزل على مدى 23 من السنين.
![]() |
اختلفت أقوال العلماء في مراحل نزول القرآن الكريم, فمنهم من قال نزل على مرحلتين و منهم من قال على ثلاث مراحل, فمن قال على مرحلتين:
- المرحلة الأولى: نزول القرآن إلى بيت العزة في سماء الدنيا جملة واحدة.
- المرحلة الثانية: نزوله على النبي صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل عليه السلام, منجما مفرقا حسب الحوادث و التشريعات.
و من قال على ثلاث مراحل :
- المرحلة الأولى: نزول القرآن الكريم كان إلى اللوح المحفوظ لقوله تعالى: بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ سورة البروج, وأضافوا مرحلتي نزوله إلى البيت المعمور جملة واحدة و على الرسول صلى الله عليه وسلم مفرقا.
- المرحلة الثانية: نزول القرآن إلى بيت العزة في سماء الدنيا جملة واحدة.
- المرحلة الثالثة: نزوله على النبي صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل عليه السلام, منجما مفرقا .
مرحلة نزول القرآن إلى بيت العزة في سماء الدنيا.
هذا النزول كان جملة واحدة من اللوح المحفوظ الى بيت العزة في سماء الدنيا, وكان ذلك ليلة القدر لقوله عز وجل: إِنّا أَنزَلناهُ في لَيلَةِ القَدرِ سورة القدر.
و قوله سبحانه و تعالى: إِنّا أَنزَلناهُ في لَيلَةٍ مُبارَكَةٍ سورة الدخان.
وكذلك قوله في سورة البقرة شَهرُ رَمَضانَ الَّذي أُنزِلَ فيهِ القُرآنُ هُدًى لِلنّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَ الفُرقانِ.
و هذه الآيات كانت دليل على نزول القرآن في شهر رمضان نزولا كليا, في ليلة واحدة وهي ليلة القدر, و لا يوجد دليل يحدد الزمن الذي كان به هذا النزول, و هل كان ذلك قبل ولادة الرسول صلى الله عليه و سلم, أم قبل نبوته و نزول الوحي عليه.
مرحلة نزول القرآن على الرسول صلى الله عليه و سلم
كان النزول في هذه المرحلة منجما أي مفرقا, ولم ينزل جملة واحدة, و كان بواسطة الروح الأمين قال سبحانه و تعالى نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ. سورة الشعراء.
و كان ذلك خلال ثلاث وعشرين سنة مدة بعثته, 10 سنوات بمكة و 13 سنة بالمدينة, واليوم الذي ابتدأ فيه نزول القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم, هو يوم الاثنين عن قتادة رضي الله عنه: أنَّ رسول صلى الله عليه و سلم سُئل عن صوم يوم الإثنين؟ قال: ذاك يوم وُلِدتُّ فيه ويوم بُعثتُ أو أُنزِل عليَّ فيه رواه مسلم.
وقال تعالى في سورة الاسراء: وَقُرآنًا فَرَقناهُ لِتَقرَأَهُ عَلَى النّاسِ عَلى مُكثٍ وَنَزَّلناهُ تَنزيلًا.
الحكمة من نزول القرآن منجما
نزول القرآن مفرقا على رسولنا صلى الله عليه و سلم كان لحكم كثيرة منها:
- الكتب السماوية السابقة نزلت على رسلها جملة واحدة, فاعترض الكافرين على نزول القران على محمد صلى الله عليه و سلم مفرقا, فتولى الله اجابتهم فقال سبحانه و تعالى: وَقالَ الَّذينَ كَفَروا لَولا نُزِّلَ عَلَيهِ القُرآنُ جُملَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتَّلناهُ تَرتيلًا سورة الفرقان , فكان ذلك تثبيتا لقلب و تقوية الرسول.
- تيسير حفظه وفهمه لأمة أمية لا تعرف القراءة ولا الكتابة.
- مسايرة الوقائع والأحداث و التدرج في التشريع.
- الإجابة على الأسئلة وبيان وتوضيح ما أشكل على الصحابة رضوان الله عليهم.
- استمرار تحدي و اعجاز العرب, لانهم كانوا أهل الفصاحة والبلاغة وتأكيد عجزهم على الاتيان بمثل القرآن ولو آية واحدة.
- إثبات أن القرآن من الله و ليس من عند محمد صلى الله عليه وسلم ولن يأتِ بمثله أحد.
تعليقات
إرسال تعليق