سورة الفاتحة
أقسام الموضوع:
سبب تسمية سورة الفاتحة بالفاتحة.
أسماء سورة الفاتحة.
سبب تسمية سورة الفاتحة بالفاتحة
اسم سورة الفاتحة هو أشهر أسمائها لأن الله سبحانه و تعالى افتتح بها كتابه, فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يخبر الصحابة رضوان الله عليهم بأسماء السور عند كتابتها, فًأسماء سور القرآن توقيفية أي أن الله هو الذي سمى السور, ونزل جبريل عليه السلام على الرسول صلى الله عليه و سلم فأخبره بها والرسول أخبر الصحابة, وسميت السور حسب الموضوع الذي تتناوله أو ابرز ما ذكر بها.
أسماء سورة الفاتحة
لِسورة الفاتحة أسماء عديدة منها:
أم الكتاب:
عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلَّى الله عليه وسلَّم يُخفِّف الرَّكعتَين اللَّتَينِ قبل صلاة الصُّبح، حتى إني لأقول: هل قرأ بأمِّ الكتاب؟ وجه تسميتها بذلك لاشتمالها على جميع مقاصد القرآن.
أم القرآن:
اختص الله الامة الاسلامية بسورة الفاتحة فلم يجعل لها مثيل لا في القرآن ولا في باقي الكتب السماوية فقال الرسول صلى الله عليه و سلم {ما أنزل اللَّه في التوراة ولا في الإنجيل, مثل أم القرآن وهي السبع المثاني}.
السبع المثاني:
يقول الله عز وجل في سورة الحجر: {ولَقَد آتَيْنَاك سَبْعًا مِن المثانِي والقرآنَ العظيم} اختلف أهل العلم عن المراد بالسبع المثاني وقيل أنها سورة الفاتحة, و هو أصح الآراء استنادا لما جاء به حديث رواه البخاري, عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: مرَّ بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي، فدعاني فلم آته حتى صليت ثم أتيته فقال: ما منعك أن تأتِيني؟ فقلت: كنت أصلي، فقال: ألم يقل الله: (يا أيُّها الذينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وللرَّسُولِ إذا دَعاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) ألا أعلمك سورة في القرآن قبل أن أخرُج من المسجد؟ فذهب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليخرج فذكرته فقال: الحمد لله رب العالمين، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتِيته.
و وصفت الفاتحة بأنها السبع المثاني لأن آياتها سبعة و تثنى وتُكرَّر في ركعات الصلاة.
سورة الصلاة:
لافتتاح الصلاة بها فلا صلاة بدون فاتحة, فهي ركن من الصلاة, و الصلاة ركن من أركان الإسلام, قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: {لا صلاة لِمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب}.
سورة الحمد:
لافتتاحها بالحمد لله رب العالمين.
الكافية:
لأن قراءتها في الصلاة تكفي عن قراءة سور أخرى، فهي الركن وقراءة الآيات سنة, بينما غيرها لا يكفي ولا يغني عنها.
الوافية:
لأنها وافية وشاملة لما في القرآن من معاني.
سورة النور:
لم يؤتى نبي قبل رسولنا صلى الله عليه و سلم مثلها, فبُشر بنورين هما سورة الفاتحة وأواخر سورة البقرة لما جاء في حديث عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: {بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه, فرفع رأسه، فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم, لم يفتح قط إلا اليوم, فنزل منه ملك, فقال: هذا ملكٌ نزل إلى الأرض, لم ينزل قط إلا اليوم, فسلم، وقال: أبشر بنورين أوتيتهما, لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب, وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أُعطيته}.
- الراقية و الشافية:
وفي حديث آخر يروي أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم انطلقوا في أحد أسفارهم، وكان معهم أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، كما في الصحيحين، فمروا أثناء سفرهم على قبيلة، فسألوهم الضيافة المعتادة، فامتنعوا من ضيافتهم، فبينما هم في ديارهم، إذا برئيس القبيلة تلسعه عقرب فتسمم جسمه، واشتدت عليه آلامه، فسعت جماعته في علاجه وتطبيبه، فلم يفلح علاجهم معه, فقال أحدُهم: «لو أَتَيْتُمْ هؤلاءِ الرَّهْطَ الَّذينَ نَزَلُوا» يَقصِدُ بذلك الصَّحابةَ رَضيَ اللهُ عنهم -والرَّهطُ: الجَماعةُ مِن الرِّجالِ ما دُونَ العَشرةِ، وقيلَ: ما دُونَ الأَربعينَ- لعلَّ عندَهم شَيءٌ يَنفَعُ في العِلاجِ، فأخْبَرَهم أحدُ الصَّحابةِ رَضيَ اللهُ عنهم أنَّه سيُعالِجُه بالرُّقيةِ، بشَرْطِ أنْ يُعْطوهم أُجرةً على عِلاجِه؛ وذلك لمَنْعِهم ضِيافتَهم لهم، فاتَّفَقُوا معه على قَطيعٍ مِن الغَنَمِ يُدفَعُ إليهم مُقابلَ عِلاجِهم لمَريضِهم، وفي رِوايةٍ للبُخاريِّ: «ثلاثينَ شاةً»، فذهَبَ معهم إلى المريضِ، وأخَذَ يَتْفِلُ عليه مِن رِيقِهِ وهو يَقرَأُ فاتحةَ الكِتابِ، قال أبو سَعيدٍ الخُدْريُّ رَضيَ اللهُ عنه: «فَكَأنَّما نُشِطَ مِن عِقَالٍ»، أي: انقطَعَتْ آلامُه فَورًا كأنَّما كان مَربوطًا بحَبْلٍ وأُطلِقَ منه، فانطَلَقَ يَمْشي وما به قَلَبَةٌ، أي: داءٌ وعِلَّةٌ؛ سُمِّيَ به لأنَّ صاحبَه يُقلَبُ مِن أجْلِه؛ ليُعلَمَ مَوضِعُ الدَّاءِ مِنه، فأَعطَوْهم القَطيعَ مِن الغَنمِ الَّذي تَعاقَدوا معهم عليه، فقال بعضُ الصَّحابةِ: نَقسِمُ هذا القطيعَ بيْننا، ونَأكُلُه، فنَهاهمُ الرجُلُ الَّذي رَقَى المَريضَ -وهو أبو سَعيدٍ رَضيَ اللهُ عنه، كما في مُسنَدِ أحمَدَ- حتَّى يَصِلوا إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ويُخبِروه بقِصَّتِهم، فلمَّا جاؤوا إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وحَكَوا له ما حَدَثَ لهمْ، قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ للرَّاقي: ما يُدْريكَ أنَّ الفاتحةَ رُقيةٌ عَظيمةٌ، وشِفاءٌ مِن الأَدْواءِ والأَسْقامِ؟ وكان جَوابُ أبي سَعيدٍ رَضيَ اللهُ عنه كما في رِوايةِ أحمَدَ في المسنَد: «أُلْقِيَ في رُوعي»، أي: فِراسةٌ وإلهامٌ مِن اللهِ تعالَى، وعَمِلْتُ بمُقتضاهُ، وهذا تَوفيقٌ مِن اللهِ تعالَى. ثمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قد أَصبتُم ووُفِّقْتُم فيما أُلْهِمتُم به، وفي عِلاجِكم لهذا الرَّجلِ اللَّديغِ؛ حيث كُنتُم سَببًا في نَجاتِه، ثمَّ أمَرَهم أنْ يَقسِموا تلك الأغنامَ، وشارَكَهم فيها صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، تَطْييبًا لقُلوبِهم؛ لِيَعلَموا أنَّه خالٍ مِن كلِّ شُبْهةٍ.
و سُمّيت كذلك بالمناجاة و التفويض, و الواقية, و الدعاء, و السؤال, و التعليم و المسألة, و هذا دليل على عظمتها وأهميتها في تحقيق التوجه إلى الله سبحانه و تعالى و تخصيصه بكمال العبودية، و بإثبات استحقاقه لها ، وتفرده بالربوبية، والإقرار له بالألوهية، وسؤاله الهداية.
تعليقات
إرسال تعليق